samedi 9 février 2013

الشاعر الجزائري عيسى ماروك يصدر أول دواوينه: قصائدي نثرية خاصة.. وسأفرد الديوان القادم للعمودية والتفعيلة

 الشاعر الجزائري عيسى ماروك يصدر أول دواوينه: قصائدي نثرية خاصة.. وسأفرد الديوان القادم للعمودية والتفعيلة
حاورته : خالدة مختار بوريجي



قال الشاعر الجزائري "عيسى ماروك، الذي يصدر بعد أيام قليلة أول ديوان شعري له "نقوش في جدار قديم"، ان الحداثة ليست قطيعة مع ماضينا أو تنكرا له أو ثورة على قيمنا وتقاليدنا بقدر ما هي تطويع لتراثنا وتوظيفه بعيدا عن المقاربات التقليدية، من خلال المغايرة والمعاصرة والانفتاح والتجريب الذي يقودنا إلى فهم حاضرنا ومسايرة متغيرات الحياة وفهم العالم الذي يتحول بسرعة من حولنا، واعترف انه لا ينكر ميله إلى القصيدة النثرية بوصفها شكلا من أشكال التجريب الذي يتيح له توظيف التراث، مؤثرا أن تكون قصائد ديوانه نثرية خالصة، ولعله سيفرد الديوان القادم للعمودية والتفعيلة.


ماذا تقول عن "نقوش في جدار قديم"؟
 
ديوان " نقوش على جدار قديم " هو الخطوة الأولى التي جاءت بعد طول انتظار، نقوش حفرها مارد الشعر على خاصرة الذاكرة.
 
لماذا تأخرت في طبع ديوانك الأول على الرغم من رصيدك الشعري المعروف جزائريا وعربيا؟
 
ظروف عديدة تضافرت ليتأخر الطبع ليومنا هذا ولأن كل شيء بقضاء فلعل ذلك خير. فباستثناء مبادرة الطباعة عند اختيار الجزائر عاصمة للثقافة العربية ما من سبيل للنشر إلا المبادرات الشخصية، لذلك وجدتني مجبرا على خوض التجربة على نفقتي الخاصة فلابد للمبدع من ديوان يكون فاتحة لأعماله، فأصعب التجارب بداياتها.
 
هل تعتبر نفسك شاعرا حداثيا؟ وكيف ذلك؟
 
أنا أكتب لأعبر عن ذاتي بعيدا عن كل التصنيفات، فهذا أمر لاحق لا سابق للعملية الإبداعية. وأما مصطلح الحداثة فمن الواجب ضبطه قبل الخوض، فإذا كان اوكتافيوباز يقول عنها: "نحن نتابع الحداثة في تحولاتها التي لا تتوقف، ولكننا لا نتوصل أبدا إلى القبض عليها.. الحداثة هي اللحظة ذاتها، انها ذلك الطائر الموجود في كل مكان ولا مكان، وعندما نريد ان نقبض عليه حيا فانه يفتح جناحيه ويطير متحولا إلى قبضة من المقاطع والحروف"، فلا أعتقد أن الحداثة قطيعة مع ماضينا وتنكر له وثورة على قيمنا وتقاليدنا بقدر ما هي تطويع لتراثنا وتوظيفه بعيدا عن المقاربات التقليدية، من خلال المغايرة والمعاصرة والانفتاح والتجريب الذي يقودنا إلى فهم حاضرنا ومسايرة متغيرات الحياة وفهم العالم الذي يتحول بسرعة من حولنا، غير إني لا أنكر ميلي إلى القصيدة النثرية بوصفها شكلا من أشكال التجريب الذي يتيح لنا توظيف التراث، فآثرت أن تكون قصائدي نثرية خاصة، ولعل الديوان القادم سأفرده للعمودية والتفعيلة.
 
ينسب إلى الشعر الكثير، ولكن يبدع فيه القليل، هل توافق ذلك؟
 
تلك سنة الأولين ماضية فينا فقليل فقط من الشعراء من يصل إلى الخلود …الخلود الذي نسعى إليه منذ أبونا آدم، ووحده الحرف ما يمنحنا ذلك، ثم إن الإبداع منحة إلهية يهبها من يشاء من عباده، وتبقى تلك اللمسة الجمالية التي تنم عن نبوغ صاحبها بارزة مهما تصنعنا وتكلفنا فنون البلاغة.
 
الجيل الجديد من الشعراء يقبل على أشكال الحداثة راميا صيحات النقد عرض الحائط، هل سنة الشعر في التجدد، أم هي ذاتيات الشعراء ؟
 
ليست سنة الشعر فقط، بل سنة الحياة كلها تجدد وتطور، فكل ما حولنا يدعونا للتجديد وللتجريب, الكون يغير حلته من فصل إلى فصل وكذلك الكائنات، وما قيمة الإبداع إذا كان نسخا مكرورة ونماذج مطبوعة لا حياة فيها؟ والمبدع بطبيعته قلق لا يستقر على حال، باحثا عن الكمال، ليأتي بعده دور الناقد كمصاحب له في رحلة البحث هذه يضيء له الفوانيس حتى يقيه العثرات فالناقد يحتاج لمبدع يفتح أمامه الطريق وما لم يحد عن هذه الطريق مبدعون متمردون فلن تتكشف مجاهيل وتشق طرق جديدة.
 
أزمة الجزائر في التسعينيات.. هل ترى انها أنجبت شعرا وشعراء مصطبغين بلون المأساة. أم انها عملت على إسكات صوت الشاعر وقمعه؟
 
هناك دوما أصوات شعرية تعبر عن آمل جيلها وآلامه وأصوات شعرية تسبق جيلها خطوات وفي كل مرحلة من المراحل التي عاشتها الجزائر صدح هذان الصوتان فوقع الأزمة كان ثقيلا ترك أثره في نفسية أبناء جيلنا كما في أشعارهم ولكن ذلك لم يمنعنا من التطلع للغد المشرق الذي كنا نبصر نوره من وراء الحجب
 
اللحظة الشعرية كيف تصفها؟ كيف تدخلها وكيف تخرج منها؟ وكيف تتصور قراءة المتلقي لما وراء نصك.
 
وميض برق ينير عوالمي، عصفورة ترف مذعورة تلوذ بواحات الحرف، حالة ارتباك تعيد ترتيب فوضاي لا ادخلها بل تقتحم خلوتي وتهتك أستاري فلا أملك منها خلاصا تنفلت من بين أصابعي زئبقا صعب المنال، سرابا أطارده فيبتعد، كم ارقب مقدمها فتتأبى فإذا ما داخلني اليأس جاءت طوعا فإذا ما انقشعت بانت الفكرة وتجلت القصيدة لأعمل فيها مقص اللغة تشذيبا وتعديلا.
 
الشاعر العربي كائن أكلت الحروب والحصارات نصف حلمه، وزرعت الغربة في خاصرته وطنا لا يكف عن الأسئلة، مثلما وصف الشاعر العراقي وديع شامخ نفسه، ورغم ذلك لم يستطع ان يجعل من شعره خنجر دفاع عن الأمة إلا قليلا إلام يعود ذلك؟
 
الوطن هو الغائب الحاضر في ثنايا الكلمات أحيانا يتجلى واضحا كشمس تسطع على الدروب وأحيانا يلوح خياله من وراء تقاسيم حبيبة أو ضمة أم أو عطر زهرة قد يكون صوت الشاعر خبا قليلا لكنه لم يمت فكلما ألم بالبلاد خطب صدح الشعراء ولا شك ان حضور الوطن في شعر شعراء التسعينيات رغم الشجن ومرارة المعاناة واضح وجلي.

السؤال الأخير عن تجربتك في النشر الالكتروني وحظوظ الشعراء في نيل فرصة تمنعهم عنها وسائل الإعلام التي تعمل على "الانتقاء" والتكريس..
 
النشر الالكتروني نافذة مشرعة على العالم تمنحنا أكسجينا نتنفسه دونما قيود تكتم أنفاسنا ففرص التواصل متاحة للمبدعين للوصول إلى المتلقى من جهة والتفاعل معه من جهة أخرى تفاعل يمنح المبدع دفعا ليحسن أدواته فكثيرا ما تجد في المنتديات الأدبية أو المجلات كما هو الحال في مجلتنا أصوات الشمال أسماء لها باعها في النقد وهذا الذي كنا نتوق إليه من خلال نشرنا في الجرائد ومجلات الورقية، ثم ان التواصل مع الشعراء من خلال الاطلاع على جديدهم يثري تجاربنا الشعرية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire