اختتام فعاليات الملتقى الرابع للشعر الفصيح بمدينة الوادي …حيث لا سحر إلا سحر الكلمة

 احتضنت مدينة الوادي على مدار ثلاثة أيام فعاليات الملتقى الرابع للشعر الفصيح والذي حمل هذا العام شعار " الشعر والحرية " وبحضور نخبة من شعراء الجزائر على رأسهم المحتفى به الشاعر الكبير محمد بلقاسم خمار .

سفر الذاكرة …الشعر والمسرح إبداع لا حد له

فتحت دار الثقافة محمد المين العمودي بوسط مدينة واد سوف أبوابها لتحتضن فعاليات المهرجان الرابع للشعر الفصيح الذي اختير له " الشعر والحرية خمسونا عاما من الابداع " شعارا تندرج تحته عدة محاور ، وكان حفل الافتتاح في مستوى الحدث فقد ابدع أبناء سوف في رسم لوحة تنبض جمالا أبدعها المخرج فتحي صحراوي مزج الشعر بالرقص التعبيري (الكريوغرافيا) تألق الشعراء الذين مروا على الركح في إلقاء بديع لمقاطع من قصائدهم ترفقهم الفنانة فايزة ومان ومقاطع غنائية من اداء المطرب خالد تابعي وسهيلة العلمي بصوتيهما الجميلين أم الشعراء فهم : مصطفى صوالح محمد واحمد مكاوي وبشير أونيسي ، وعادل محلو ، بشير مثردي ، السعيد مثردي ، وصالح خطاب ، والشاعر الشعبي بشير غريب ومقاطع للشاعر أزراج عمر أدتها الطالبة عيه وردة كما سجل القاص والمبدع بشير خلف حضوره في هذه الروعة الفنية بنص سردي فكانت بحق سفر في الذاكرة 

الدكتور احمد حمدي والشاعر محمد بلقاسم خمار ….ذاكرة حية ووإشعاع أدبي

تضمن اليوم الثاني من الملتقى محاضرة ألقاها الدكتور أحمد حمدي عميد كلية العلوم السياسية بعنوان :" الشعر الجزائري بعد الاستقلال " تطرق فيها مظاهر التجديد في الشعر الجزائري خاصة في فترة السبعينيات من القرن الماضي والمنابر الابداعية التي أسهمت في ازدهار الحركة الثقافية آنذاك ولقد ألقى تعقيب الشاعر الكبير محمد بلقاسم خمار الضوء على الكثير من النقاط أنارت تلك الحقبة من التاريخ الأدبي في الجزائر، لتختم الجلسة الصباحية بقراءات شعرية للشاعرين أبوالقاسم خمار وعاشور فني 

مدينة الوادي ضمّي صفوة النّجبــ ** من رادة الفكر والإبداع والأدب

في مزرعة الفنان السوفي الأصيل عبد الله المناعي أقيمت امسية شعرية في الخيمة التي نصبت خصيصا لهذا الحدث بين كثبان سوف الخلابة التي لم يضاهيها إلا سحر الناي وألق الكلمة
افتتح الأمسية الشاعر عاشور فني صاحب زهرة الدنيا ورجل من غبار والربيع الذي جاء قبل الآوان سكب الجمال في نفوس الحاضرين فكانت قصيدة " أخيرا أحدثكم عن سمواته " قطعة من جمال ونفثة من سحر ثم تلاه الشعراء : الدكتور أحمد حمدي وإبراهيم بشوات اسماعيل يبرير ، سليمة ماضوي ، خديجة بللودمو ، والدكتور عبد القادر رابحي ، وسليمان جوادي موسى توامة ، ياسين ميه مفتاح ، بن عمار تقي الدين والذين قدموا من مختلف ربوع الوطن إظافة إلى شعراء سوف المتميزين يتقدمهم مصطفى صوالح محمد ، واحمد مكاوي ، وعادل محلو ، بشير مثردي ، السعيد مثردي ، ويوسف طويل ، سعد مردّف ،أحمد لمين جوادي ونشط الأمسية الشاعر صالح خطاب هذه المسية التي تألق فيها الشاعر الكبير محمد بلقاسم خطاب الذي صدرت له مؤخرا أعماله في مجلدين .

من التحرر إلى الحرية ……مسيرة شعر

قدم الدكتور عبد القادر رابحي مداخلة بعنوان " ترددات مفهوم الحرية في النص الشعري الجزائري المعاصر … اقتفاء الأثر واستدراج الوقت " تطرق فيها إلى تأثير السياقات التاريخية على النصوص الشعرية داعيا إلى التفريق بين حرية الشعر وشعر الحرية .
اما الأستاذ يوسف بديدة فقد تناول " صورة الحرية في شعر ربيعة جلطي وأحلام مستغانمي " مشيرا إلى الحضور الماغوطي في شعر جلطي والنزاري في شعر مستغانمي ناتج عن تكرار إيقاعي وفني في نصوصهما ، كما تطرق إلى تجليات صورة الحرية : فنيا وعاطفيا وإبداعيا بالاظافة إلى حرية الأنا والأخر 

احتفاء وتكريم

ولأن الشاعر الكبير بلقاسم خمار ضيف الشرف في هذه الطبعة تم تكريمه بإلباسه برنوس واد سوف تحت تصفيقات الجمهور الذي غصت به قاعة دار الثقافة محمد الأمين العمودي كما تم توزيع شهادات تقديرية على الشعراء المشاركين الذين تداولوا على المنصة لإلقاء قصائهم بداية بالشاعر الكبير المحتفى به أبو القاسم خمار والشاعر الكبير سليامن جوادي وعاشور فني وعيسى ماروك وعبد القادر رابحي وموسى توامة وسليمة ماضوي وأسماء مطر واسماعيل يبرير وليلى أوكفيف ، وخديجة بللودمو وشعراء سوف ممن سبق ذكرهم
ليعلن السيد تجاني تامة عن المتوجين بجوائز مسابقة الشعر التي أقيمت على هامش الملتقى حيث عادت المرتبة الولى للشاعر عروس بشير من تبسة اما المرتبة الثانية فقد كانت من نصيب الشاعر بشير رالمثري من الوادي في حين عادت المرتبة الثالثة للشاعر بن عمار تقي الدين من قسنطينة هذه المسابقة التي شهدت مشاركة ازيد من مئة (100) شاعر من مختلف ربوع الجزائر ليعلن بعدها السيد حسين مرمري اختتام أشغال الملتقى الرابع للشعر الفصيح على امل ترسيمه من قبل الوزارة .
وللإشارة فإن مديرية الثقافة بذلت جهود جبارة لأجل إنجاح هذه الطبعة الملتقى بمعية مبدعي واد سوف خاصة وانها تكفلت بطبع أشغال الطبعات الثلاثة الفارطة في حلة أنيقة وزعت على المشاركين والجمهور الحاضر في دار الثقافة 

وختامها طرب أصيل ونغم فريد

في سهرة سافر بنا إلى العصر الذهبي للطرب العربي الأصيل مع كوكب الشرق أم كلثوم التي ابدع في ترديد مقاطع من روائعها : أنت عمري ، حكاية حب ،ظلمنا الحب ، حديث الروح وغيرها من الأغاني الخالدة حيث تداول على ركح دار الثقافة بوسط مدينة سوف كل من المطربة سهيلة العلمي ، وحورية صوالحي ومحمد الخامس زغب والفنان عبد الرحمن غزال وكانت مفاجئة السهرة المطربة والممثلة ابنة واد سوف سميرة صحراوي ، ترافقهم فرقة الرفاق تحت قيادة المايسترو لمين دية والموسقيين المولدي عصامي ، أحمد مناعي ، نور الدين مناني ، فريد مخلوفي بشير عبد اللاوي ، وزكريا رزّاق