dimanche 10 février 2013

زكية عياش : أنا حين خانتني جغرافيتي, رسمت بالشعر تاريخي

زكية عياش : أنا حين خانتني جغرافيتي, رسمت بالشعر تاريخي




الشاعرة زكية عياش رفقة مبدعات من الجزائر

زكية عياش صوت شعري جزائري يصدح بجميل الألحان ساقتها الأقدار لأن تستقر في غزة .. غزة الصمود وهي التي الفت خطاها قسنطينة مدينة الجسور المعلقة فظل قلبها معلقا بمدينة لا نملك إلا أن نغرم بها ثم لا نسلو ...فما إن فُتح المعبر حتى وجدت نفسها بين أحضان الأهل تستغفل الزمن لعلها تغنم لحظات تسعيد فيها ذكرى الوطن ودفء الأحبة ولأن المبدع لا يملك إلا الانخراط في الجو الثقافي - فهو الهواء الذي يتنفسه - كان أول سؤال لها عن الأنشطة الثقافية .

1- زكية عياش قلم مبدع وطائر مهاجر حمل الجزائر في القلب ليحط بفلسطين هل يمكنك أن تلقي مزيدا من الضوء لتنيري لنا معالم دروب أزهر فيها خطوك ؟



# "الجغرافيا.. هي الطريق إلى عقل التاريخ" هذا ما قاله المؤرخ اليوناني هيروديت..
و أنا حين خانتني جغرافيتي, رسمت بالشعر تاريخي, ولد بداخلي الحرف الصاخب , المليء بالقلق الإنساني .. سطرت غربتي حرفا ..كتبني ، سكنني ، كسر طوق المعابر المغلقة عن روحي.
تشكلت مع كائناتي الحبرية كي أستمر في التنفس , و كلّمَا مرّت غيمَة ٌ أمَامي مددت يَدَي كَيْ أمتَلئ بِالغَيمِ / الشّعرِ


2- قسنطينة المنشأ والمنتهى , قسنطينة العشق والتوحد , قسنطينة المكان والذاكرة هل لك أن ترسمي لوحة مدينة لا تسكَن بل تسُكن ؟


# لا يخلو عمل أدبي من روح الكاتب, لذلك جاءت جل كتاباتي بزخم الروح الأنثوية أولا, و بنكهة عشق قسنطينة ثانية,ذلك أن روح الشاعر كفينيق يبعث من رماد الحنين ليحلق في سماء الذكرى متى شعر بوخز في جنبات القلب, هطل حبا و وطننا و شوقا.......
الكتابة بالنسبة لي هي المتنفس الوحيد الذي ألجئ إليه كلما عربدت قسنطينة في دمي,و كلما حملني الحنين إلى وجه أمي و عطر كفها , و دمعة تسبق هدبها كل صباح...
قسنطينة هي قلقي الذي أهيم به , و وجهي الذي أعود إليه كلما خذلتني الكائنات.
لو خيروني في ياءات نداء , لاخترت ثلاث ,,,,, يـــــــا قسنطينة
يـــا ذاكرتي,,,, يـــــا غربتي !!
لو كانت قسنطينة مجرد لوحة معلقة على جدار الزمن لعشقتها , و لهمست لها
يا ابنة الشموخ و الجنون لو أدركت خطاي يوما وجهتها إلى غير قلبك, لهدرت وجهي و أتيتك سافرة القلب لأجعلني ركاما من طين و حجارة , فتعلقين بذراتي إلى يوم موت.


3- الاغتراب قدر نهرب منه في الحياة فيطالعنا في الإبداع جرح كلما اندمل نكث مرة أخرى هل الخوض فيه تنفيس أم هروب , تجربة أم تجريب ؟


# الغربة قدر , نحمله على أكتاف اللحظة و نسير مرغمين , و مع كل عصف لبرد مطار ما , يبقى الوطن متوهجا في الذاكرة ,متسربا مع الهواء , يتقاطر ألما في روح الكتابة.
نخط بالحبر في البعيد على جدران الطفولة, على أرصفة القلب هنــــــــــــــاك.... في سان جون
عند قنطرة لحبال ..... في الكديا..... لنسرد ما تيسر من حروف مبللة بالأشواق و الحنين و الانكسارات أحيانا أخرى.
منذ وقت مبكر جدا زان نصوصي حزن باذخ , صلاة بأجنحة تحف قلبي , لبخور ينطلق من داخلي سطورا مسكونة بأريج وطني.
الكتابة تفتح ذاكرتي , تمسكني من يدي و تسير بي في أزقة عتيقة آلفتها روحي ذات صبا, فأجدني ....
أعثر على ملامحي في ماض يستعصي على النسيان. الحرف يعيد صياغتي , فأندغم مع جغرافيتي تلك .... التي هجرتها و ما هجرتني.
الكتابة في البعيد و نحن ننفصل عن أرواحنا ألاف الأميال , تؤثث للكثير من حضور أمكنة مسيجة بالطفولة و الذكريات, و تكون علاجا لكثير من وجع الفراق و برد المنافي.


4- لنواصل النبش في الموضوع : كيف كان لقاؤك الأخير مع الوطن مع الأهل مع أصحاب الدرب من المبدعين؟


# كان أصعب اللقاءات حين التقت عيناي بوجه أمي ..........................
انزويت بداخلي , كأني أردت أن أهرب من نظرة العتاب التي علت محياها.
بعد غياب طويل عدت إليها إلى أحضان الوطن , وجدتني غريبة في شوارع علق ترابها يوما بثيابي,
و أرصفة أنكرت صوت خطواتي, قتلتني شوارع قسنطينة و أنا أتسكع فيها بمفردي بعد أن غادرتها الوجوه التي قاسمتني يوما جنون بردها وعربدة شوارعها,,, غادروها دفعة واحدة, و ظلت الذاكرة ترتجف هناك لرائحة أطيافهم.
ما خفف وطأة التشظي هو لقائي بأحبة الحرف في عنابة الشعر, ضمن الاحتفال السنوي لنادي الاتصال الثقافي
و تنقلي بين باتنة و أم البواقي ضمن لقاءات أدبية أخرى عرفتني ببعض الأقلام و الوجوه الجميلة, التي تبادلت معها نقاء الحرف و صدق الكلمة, و منحتني شيئا من دفء الوطن.
كانت تجربة جميلة, انطلقت من خلالها إلى اكتشاف كتابات لقامات أدبية سامقة , و نبض واعد ينتظر أن تمهد له الطريق ليشقها و يضيف شيئا للأدب الجزائري الحافل بالحضور المتميز
أضفت الروح التي رافقتني خلال تنقلي بين مدن الشرق الجزائري" أسماء مطر", الكثير من سحر اللحظة و متعة السفر الجنوني الذي ما كان سينتهي لولا انتهاء مدة زيارتي القصيرة للوطن.


5- الفعل الثقافي في غزة في ظل الحصار وأفاق النشر وهل للكلمة دورها في القضية ؟


غزة..... جرحنا الغائر.....
#غزّةُ , شَقشقةُ الجراحِ في خاصِراتِ الطّيبين (كلّنا صغارٌ في حضنكِ يا غزّة ، كلّنا نحبّكِ يا وَجعنا السّرمديّ ، و موتنا الجميلْ)
أقلام غزة رغم الحصار ظلت عالية الصوت, تؤرخ للواقع المفروض على الأرض و البشر, تمجد دم الشهيد, تصرخ في عالم قتله الصمت, تصرخ بالموت ,,,,أن لا موت إلا في غزة
أنا ظلك أيها الموت الآتي من سنابل أحزاننا
نفترش سماء المجهول
نتسلق جبال الحلم وأعمدة النار
و نعود لنتنازع على قصبة

هاشم أيها المدثر في عباءة النسيان
قم و انظر
أترى من هذا الطفل الذي يعبر النار
يسجد لزيتونة
تتباهى أمام الريح
و يغازل الشمس
والشمس تفتح فاها
تنتظر لتبتلع صقيع الصمت (منير مزيد)

ما زاد ألم الوطن أن غزة أصبحت غزتان ,,,, لذلك انقطعت عنا دروبها, و هاشم يتدثر في غيهب الجب
و الوطن يبتلعه وطنان , وقتالُ الإخوةِ على ما لا يكفي ليكونَ وطناً ، وما قال أحدٌ لأحدٍ " لئن بسطتَ إليَّ يدك"


6- لقد كان للعدوان أثره البالغ على كل مناحي الحياة والابداع وجه من وجوها بل هو المعبر عنها فكيف تجلى ذلك في إبداعاتكم ؟


# سأختصر إجابتي في هذه الأبيات التي تحمل ملحمة فلسطين و نبض الوطن
وإنّي أرَاني أحمِلُ فَوقَ رأسي وَطنًا ،،، يَأكُلُ اللّيلُ مِنه
أيُّ أَرَضةٍ تِلكَ التي التهمتْ اسمَك ؟
مَوجوعةٌ تِلكَ البومَةُ في لَيلِ الهاربين ، لَم يَعد السَهَرُ يَعنيها في شَيء
أيقَظتْ مَا تَبقّى مِنْ اتّساعِ عَينيها ، لِيومِ الفَزَعِ الأوحَشْ
يَومَ لا يَنفَعُ الوَطن ، إلا مَن أتاهُ بِقلبٍ سَليم ، وَيَدٍ مِن حَديد
يَومَ تَنفَكُّ المناجِلُ عَن حَصادِها وتُعاهِدُ الوَطَنَ على العُنوسة
يَومَ تَقفِزُ الفُؤوسُ فَوقَ رُؤوسِ أصحابِها وتًعلِنُ إضرابًا شاملًا عَن التُراب
يَومَ يَكونُ تَحريرُ الوَطَنِ ،
وقوفًا ضِدَّ التيّار
يَومَها فقط تكون :
هُنا فلسطين .....................


7- كيف تنظرين للنشر الالكتروني من منظور تجربتك في المواقع الأدبية المتخصصة؟


# في زمن البيروقراطية الخانقة , و المحسوبية القاتلة , لم يجد جل الكتاب بدّ من التوجه إلى النشر الإلكتروني رغم بعض المشاكل لتي تواجههم و أولها السرقات الأدبية , التي تضرب في عمق الواقع الأدبي الراهن.
لا شيء يغني عن النشر الورقي ,لذلك يعتبر النشر الإلكتروني بديل مؤقت , فمن الصعب فعلا أن تموت الكلمات بين كفي كاتبها الذي قضى وقتا من عمره في رحلة البحث عن الحرف, دون أن يصل روح القارئ .


8- أخيرا...........


#(يقولون أن الأحلام الكبيرة هي فقط حقٌ مشاع للأطفال , فهم وحدهم من لايعرف قصص الهزائم والخيبات)
لازلت أحلم أن أقدم رشوة للغياب و أعود طفلة و شوارع قسنطينة مهدي الذي يضم فوضى روحي , و أنين حنيني.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire