samedi 16 février 2013

سيدي عيسى تحتفي بذكرى المناضل والمفكر مولود قاسم نايت بلقاسم


سيدي عيسى تحتفي بذكرى المناضل والمفكر مولود قاسم نايت بلقاسم






مولود قاسم نايت بلقاسم أمة في رجل , حمل الجزائر في قلبه وقدّم لها روحه , أحبها حد الهوس وأيقن أن استعادة الاستقلال مقرونة باستعادة اللسان فكافح من أجل العربية ومكانتها في الجزائر دون هوادة غير مبال بالأعداء الذين كلما تزايد عددهم ازداد تمسكا بالقضية.




احتضن المركز الثقافي مفدي زكرياء بمدينة سيدي عيسى اليوم السبت 16/02/2013 ندوة فكرية حول الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم من تنظيم شعبة جمعية العلماء المسلمين نشطها كل من: رئيس مؤسسة مولد قاسم نايت بلقاسم السيد محمد الصغير بلعلام وأمين عام المؤسسة السيد عمر بوخرز إلى جانب كل من الدكتور محمد أرزقي برباش والنائب المهدي الحسني القاسمي وابنة المرحوم " جزائر نايت بلقاسم" .
حيث تضمنت الندوة شهادات لهاته الكوكبة التي عايشت الرجل مناضلا ومنافحا عن الجزائر والعربية قبل وبعد الأستقلال


مولود قاسم : ثائر بالفطرة ومفكر ملهم 

في شهادته عن الفقيد مولود قاسم نايت بلقاسم تطرق رئيس المؤسسة التي تحمل اسم الفقيد عن مراحل من حياته بدأ من دراسته التي استهلها في زاوية الشيخ الطاهر علجت ثم انتقل إلى الزيتونة بتونس الشقيقة التي قاد فيها إضرابا للطلبة دام ستة أشهر للمطالبة بإدخال العلوم الحديثة إلى المناهج الدراسية وهو المطلب الذي لم يملك مشايخ الزيتونة إلا الرضوخ له .
وما لبث أن سافر إلى فرنسا للاطلاع على منهج المستشرقين الفرنسيين ليعود بعدها إلى مصر بدعوة من (الشاذلي المكي) تحضيرا لسفره إلى العراق ليصبح طيارا لكن سوء العلاقات في تلك الفترة بين الدولتين حالت دون سفره فدرس الأدب في جامعة القاهرة ليعود بعدها إلى فرنسا حيث سجل للدكتوراه بجامعة السوربون بعنوان ( الحرية عند المعتزلة) واستجابة لإضراب 19ماي1956 الذي دعت إليه جبهة التحرير الوطني الطلبة الجزائريين تخلى عن الدكتوراه وغادر باريس خوفا على حياته إلى براغ ثم بون بألمانيا الغربية ولأنه مهوس بالحرية ,حرية الجزائر سجل للدكتوراه مرة أخرى بجامعة بون تحت عنوان " الحرية عند كانط" وشغل منصب ممثل جبهة التحرير في ألمانيا والدول الشمالية , ليضحي مرة أخرى بالدكتوراه في سبيل الكفاح من أجل حرية الجزائر بعد أن عيّن ممثلا لجبهة التحرير في الدول الاسكندونافية ( وقد أتقن خلال تلك الفترة العيد من اللغات الأوربية حتى أطلق عليه لقب رجل لايحتاج مترجما ) .
ثم تطرق المتدخل إلى فترة مابعد الاستقلال حيث عين مستشارا للرئيس هواري بومدين وهما اللّذان جمعتهما الدراسة في القاهرة ورحلة النضال , فكان يكتب لبومدين خطبه

"تعريب الأمخاخ قبل تعريب اللسان " 

عيّن بعد ذلك وزيرا للتعليم الأصلي والشؤون الدينية وكان شرط توليه هذه الوزارة تغيير اسم وزارة الأوقاف والشرط الثاني استحداث التعليم الأصلي ( الشرعي)إذ كان يهدف إلى إنشاء جامعة إسلامية تضم كل الكليات ( الطب , الهندسة ....) جنبا إلى جنب مع كلية العلوم الاسلامية , وأول قرار اتخذه منع استعمال اللغة الأجنية في الوزارة وأن لا يمضي أي وثيقة مكتوبة بغير العربية ولا يرد على مراسلة بالأجنبية , وقد أحدث القرار ضجة كبيرة
فالفقيد مولود قاسم نايت بلقاسم كان يؤمن بمقولة ألمانية " لانحتاج عباقرة لا يحسنون الألمانية"
لذا فأول مقال كتبه بعد الاستقلال في جريدة المجاهد حمل عنوان "تعريب الأمخاخ قبل تعريب اللسان " نبه فيه إلى خطر استعمال لغة الأجنبي .
وفي معرض شهادة السيد بلغلام محمد الصعير عرج على الجامعة الاسلامية الأمير عبد القادر ومناسبة الاعلان عنها في تونس أثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف سنة1972 حيث كان ضمن الوفد المرافق للرئيس بومدين الذي كان يطمح لمركز إشعاع إسلامي يضاهي القرويين والزيتونة فأشار عليه بإعلان إنشاء الجامعة الاسلامية بقسنطينة , لكن صدمة الراحل كانت كبير عندما أعلن الرئيس إلغاء التعليم الأصلي بعد سعي من خصومه خاصة الاشتراكيين الذين رأوا فيه تهديدا لهم
ويبقى ملتقى الفكر الاسلامي الذي دأب الراحل على تنظيمه شاهدا على الخدمات التي قدمها للإسلام والعربية والجزائر حيث أشرف على تنظيم تسع ملتقيات حاضر فيها 446 أستاذا من 30 جنسية من مختلف قارات العالم ومن مختلف الديانات بما فيهم يهودا كما ذكر المتحدث
وقد خاض مولود قاسم معارك كثير بدءا من محاربته لقانون التبني الذي حاول البعض فرضه إلى إقرار الرؤية الحكمية بدل الرؤية الشرعية في إعلان شهر رمضان سنة 1973والذي أثار ضجة في العالم الاسلامي وكان سببا في إنشاء المرصد الاسلامي
كما قاد حملة شرسة لمحابة الفرنسيين وأذنابهم ممن حاولوا تزوير تاريخ الجزائر وهو وإن لم يكن مؤرخا ( درس الفلسفة ) فقد حتمت عليه الظروف ذلك وكان يقول أن الاستقلال مغالطة لأننا لم نكن عبيدا من قبل ولم نكن جزءا من فرنسا فمنحتنا الاستقلال بل كنا سادة وها نحن نستعيد استقلالنا .


اللغة العربية خطر أحمر 

أما النائب بالمجلس الشعبي الوطني والاطار السابق بوزارة الشؤون الدينة الأستاذ المهدي الحسني القاسمي فقد عدد خصال الفقيد الذي اتصف بوطنية قل نظيرها وكان يرفض لقب الوزير ويصر على مناداته باسمه كما كان حريصا على حرية الرأي ويدعو لدحض الفكرة بالفكرة ومقارعة الحجة بالحجة وذكر واقعة حدثت أثناء التحضير لملتقى ورقلة للفكر الاسلامي سنة 1977 والذي تناول " المرأة بعد عام المرأة " وقد تحفظ الشيح أحمد حماني رحمه الله على دعوة غربيين للملتقى نظرا لحساسية الموضوع لكن رد الوزير كان حازما وقال ما مفاده مادام الحق معكم ولا تستطيعون الرد على حججهم فلا ردكم الله , كما أكد على أن الفقيد كان دائرة معارف متنقلة فهو يتقن عشر لغات
موقف آخر يحسب لمولد قاسم الذي رفض الخروج من الجزائر لحضور ملتقى فكري نظمه المفكرغارودي بإسبانيا بأوراق مكتوبة بالفرنسية وأصر على أن يعيد الكاتب ملأها بالعربية لأن ذلك بالنسبة له خط أحمر .
كما كان لابنة المرحوم السيدة " جزائر نايت بلقاسم " وقفة مع أصدقاء والدها في ألمانيا وهم الذين غيبهم الموت في السنوات الأخيرة حيث أن أول كتاب طبع له بألمانيا تحت اشراف مكتب الجامعة العربية ببون بعنوان " الجزائر" باللغة الألمانية ونتيجة عمله الدؤوب في التعريف بالقضية الجزائرية في ألمانياو الدول المجاورة هددت فرنسا بقطع العلاقات الدبلوماسية ما لم تطرد ألمانيا أعضاء جبهة التحرير فاضطرت لسجن مولود قاسم شهرين لكن أطلق سراحه تحت ضعط أصدقائه الألمان من مفكرين وأدباء .


تكريم وإشادة بجهود شعبة العلماء المسلمين 

وأختتمت الندوة بتكريم عائلة الفقيد لشعبة العلماء المسلمين الذين قدموا بدورهم هدايا رمزية للضيوف الذين أشادوا بحسن الاستقبال وكرم الضيافة المعهود في مدينة سيدي عيسى .ونشير بأن هذه الندوة تدخل صمن سلسة الندوات التي تنظمها الشعبة تحت شعار " حتى لاننسى " وبمناسبة اليوم الوطني للشهيد وهي مبادرة لاقت ترحاب سكان المدينة من مثقفين وفاعلين حيث شهدت حضورا حاشدا تتقدمهم السلطات المحلية .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire