samedi 9 février 2013

غرداية الشعر …غرداية ذاكرة الوطنية



غرداية الشعر …غرداية ذاكرة الوطنية

  على مدار يومين كاملين عاشت غرداية جوا احتفاليا - والبلاد تستعد لإحياء الذكرى الخمسن لعيدي الاستقلال والشباب - إذ تزينت عاصمة الميزاب بسحر الكلمة وتوشحت بجمال الريشة وتعطرت باللحن الشجي تمازج يكشف عن ثراء المنطقة بطاقات طالما كان لها بصماتها في مختلف المحافل





كانت سينما ميزاب ببلدية غرداية على موعد مع الشعر والشعراء بمناسبة باليوم الوطني للفنان واحتفاء بخمسينية استقلال البلاد إذ عرف حفل الافتتاح حضور وجوه ثقافية وفنية وسياسية محلية ووطنية بدعوة من مديرية الثقافة لولاية غرداية واتحاد الكتاب الجزائريين فرع غرداية وتألق الصوت الاذاعي الشاب أمعيز لمين من إذاعة غرداية الذي وهبه الله فصاحة وقوة حافظة وسرعة بديهة فكان في مستوى الحدث ليستلم بعده الميكروفون الاذاعي الأديب أحمد الأخضري رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين - فرع غرداية – بعد عزف النشيد الوطني وقراءة ما تيسر من كتاب الله مفتتحا الملتقى الذي حمل شعار " الشعر في خدمة الذاكرة الوطنية " وتكريما للأديبين المرحوم بوداود أميزة والأديب مصطفى حواش واعترافا بما قدما من خدمات جليلة لغرداية خاصة وللجزائر عامة ، تلاه السيد مدير الثقافة بالنيابة أحمد حجاج ليعلن رسميا افتتاح الملتقى مرحبا بالضيوف وداعيا الفاعلين في الميدان الثقافي لتوحيد الجهود لأجل النهوض بالمشهد الثقافي 
" الأدب والثورة التحريرية " هو عنوان المداخلة التي تفضل بإلقائها الدكتور عبد الحليم بوفاتح أستاذ بجامعة الأغواط تطرق فيها إلى ثلاثة محاور هي : "مواكبة الشاعر الجزائري للثورة" و"الغزل الثوري ومناجاة البطولة" و"أخيرا الانصهار في الثورة" من خلال نماذج للشعراء : مفدي زكريا وناصر باكرية وأبي القاسم سعد الله و بلقاسم خمار وصالح خرفي 
وعرف حفل الافتتاح كذلك تكريم الأديبين المحتفى بهما إذ حضر قريب المرحوم بوداود أميزة ومنع المرض الأديب مصطفى حواش من الحضور فناب عنه صديقه المقرب ، ليفسح بعدها المجال للشعر والشعراء في قراءات شرفية لكل من : زيطة منصور من غرداية وعبد الرحمان بكاي لخضاري من الجلفة وعبيدلي عبد اللطيف من غرداية وعصام واصل من اليمن وإدريس العلواني من غرداية والدكتور عبد العليم بوفاتح من الأغواط وعيسى ماروك من المسيلة والزين الربيعي من تبسة واختتم الحفل بعرض للوحات تشكيلية للفنان عمر مونة الذي ابدع في استخدام تقنية المزج بين الرمل والتراب جسد من خلالها أزقة ومعالم غرداية التراثية 
ليتوالى صعود الشعراء المشاركين إلى المنصة خلال فترة المساء واليوم الموالي – الفترة الصباحية - نذكر منهم : محمد مبسوط فيطة محمد ، عبد العالي لقدوعي ، أحمد الأخضري ، سامية سنجاق الدين ، عبد الرحمن بن سانية ، مباركة بن شكال ، يوسف لعساكر ، لخضر بن قومار ، وخالد شامخة من ولاية غرداية وكل من : لحبيب يعقوب من تبسة وعبد النور فضلي من الجلفة 
ولأن غرداية ولاية سياحية بامتياز فقد برمجت رحلة إلى واحات ضاية بن ضحوة على ضفاف وادي عذاورة لتفيض قرائح الشعراء في رحاب الطبيعة الغناء بأروع القصائد في الهواء الطلق وتحت ظلال النخيل الباسقة تزين الجلسة كؤوس الشاي الصحراوي في مزرعة الجيلالي متاس الذي دأب على استقبال ضيوف غرداية من أهل الأدب والشعر يتقدمهم الأستاذ المنشد والمقرئ إبراهيم بوعامر ليفترق الجمع والشمس آذنت بالمغيب بعد توزيع جوائز رمزية على المشاركين والفاعلين خلال هذا الملتقى الذي حقق نجاحا لم يكن يتوقعه القائمون عليه لقصر فترة التحضير من جهة وللحرارة التي تشهدها المنطقة من جهة إلا أن الانطباع الذي خلفه الجو في نفوس الضيوف و القائمين على هذه الاحتفائية يشحذ الهمم للمضي أبعد من خلال جعل الطبعات القادمة مغاربية ولما لا إن توافرت الظروف ملتقى عربيا فالهياكل متوفرة والطاقات موجودة .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire